Om زواج فرحان
سرعان ما بعثوا ساعياً لبقاً إلى الفقيه زيد نشوان، لينذره بما قرره منصور الحاتمي والرجال المؤهلون للحوار، واستدعوا مجموعة من الفتيان الحاذقين، وطلبوا منهم أن يصطادوا أربعين دجاجة من خلف الأقبية والمنازل، وألا يكترثوا بأصحابها، لأن بالمقدور تعويضهم بعد رحيل الضيوف، أما ما يضيع من الكرامة فلا يمكن تعويضه بالمال. فانتشر الفتيان بين الأزقة بحماس شديد، وهجموا على الأفنية والمنازل، واصطادوا خمسة وثلاثين دجاجة، وهذا كل ما استطاعوا الحصول عليه. ولأجل هذا توافدت المزيد من الجارات إلى منزل أبكر وشمرن عن سواعدهن، وأخذن يركضن ويعملن ويصرخن، هذه تجلب الماء وتلك الحطب للتنور الذي أوشك على الانطفاء، وخمس يذبحن ومثلهن ينتفن الريش، وثلاث يخضبن العجين ومثلهن يصنعن المزيد من الخبز، وتصادمن في ذلك الحيز الضيق، واختلطت الشتائم بالأدعية والأغاني، وحدثت في خضم السرعة والعجلة بعض الأخطاء، فهناك امرأة أضافت للمرق بضع ملاعق من السُكّر، وأخرى سكبت الملح للشاي، لكن كاذية المتعبة وقفت عند باب بيت النار كشرطي مرور، وراحت تتذوق كل شيء، ولا تسمح بمروره إلا إذا كان طعمه مستساغاً، كانت بطبيعتها ترتاب من الجارات، وتظن أنهن غير بارعات في الطهي، وقد أثمرت الريبة هنا في التخلص من المرق الحلو والشاي المملّح.
Visa mer