Om لن تغيروا قدري - الجزء الثاني
لن تغيّروا قدَرِي" عبارةٌ تُلقي بألوانها المضيئةِ على النفوسِ المهيضة، والقلوب المحطّمة لتنهضَ بها مجدّدًا كلّما أثخنتها الجراح، وضجّت بمساحاتِ الألم ومشاعرِ الحزنِ والخوف.. قالها أحدُ أساتذة القانون وأعلام القضاءِ في جامعة دمشق، وهو يسترجعُ ذكرياتِه من بين أنقاض مؤامرةٍ دنيئةٍ حِيكتْ لقتلهِ وتفريقه عن حبٍّ اقتحمَ حياتَه عنوةً، ضمن أسوأ فترةٍ زمنيةٍ جمعتْ تناقضاتِ الحرب؛ ليشرحَ له الفرقَ بين الأسودِ وبقيّة الألوان، وبين أن تعيشَ خريفَ الحبّ، أو أنْ تستحيلَ بوجودهِ فصولاً لا تنتهي صيفًا، خريفًا، شتاء، وربيعًا. لم يتخيّل رائد ولو في أحلامهِ أن يكسرَ الوطنُ شراعَه، ثمَّ يرغمهُ على الإبحار في ثَبجِ صراعٍ مريرٍ ما بين الحبِّ واستقامتهِ، والواجبِ وتبعاتهِ، ولم يكنْ قبلَ ذلك يعرفُ كيفَ تسلبكَ ترّهاتُ الحياة أعزَّ ما لديك، وكيف تُضرَبُ بسيفِ الباطل وأنت تمدُّ يديكَ لانتشالِ صديقِ عمرك من براثن الظّلم والقهر؟
Visa mer