Om علم الاجتماع الديني
العقيدة الدينية ليست وليدة اللحظة، بل هي متوارثة يأخذها الخلف عن السلف. تحافظ على أركانها الرئيسية وخطوطها العريضة، وقد يقوم كل جيل بتعديلها وتطويرها وتطويعها بما يتماشى مع التغيرات الاجتماعية، والحقبة التاريخية التي تمر فيها. هذا الكلام يصح على عقائد المجتمعات البدائية والديانات الوضعية كـ(عبادة الأرواح، والتوتمية، والبوذية، والكونفوشية، والزرادشتية، والسيخية، والطاوية... إلخ)، فالحضارات القديمة خلَّفت وراءها تراثًا تاريخيًا حافلًا بالآثار، والوثائق، والرموز التي تعكس معتقداتها وطقوسها وتوضح مراحل التطور والتغير التي مرت بها أديانها. أما الدين الإسلامي فهو خلاف ذلك تمامًا؛ أركان عقيدته واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، ثابتة لا تتبدل ولا تتغير بتبدل وتغير الزمان والمكان، لكن الذي يتغير ويطوَّع مع الواقع الاجتماعي هو الجانب الفقهي الذي ينظم شؤون الناس وحياتهم. خلاصة القول العقيدة توضح طبيعة العلاقة بين الإنسان والعالم الغيبي، وترسم له تصور عن الأشياء الغيبية والمقدسة.
Visa mer